تفرّق الوطن.. جروحه من دون ان تداوى
عمقت..
والبارق توارى..
بعد ان ظننا شمسنا عادت واشرقت..
بالأمس رأيت حمورابي
مهزوز البدن يلوذ صارخا.. مسلتّي سرقت...
كل شي يتحطم فيك يا بلادي..
فبغداد بلد الشعراء والصور..
ابحث عنها لا اراها.. كأنّها تحتضر..
بغداد مدينة الشعراء والأدب..
والجروح يوما بعد يوم فيك تلتهب..
صوت قريب اسمعه كلّ مساء في الآفاق..
صوت مجرم يقول.. اقتلوا العراق.. اقتلوا العراق..
بغداد اين انت؟ لماذا كلّ هذا الحزن؟
لماذا هذا البعد بيننا؟ يقتلني هذا الفراق..
دمرّوا تاريخنا.. احرقوا كتبنا.. نهبوا حروفنا ومحوها من الاوراق..
احرقوا كتبنا.. مزقّوها من هم بلا اخلاق..
الى متى؟ هل سنمضي هكذا؟
يوما بعد يوم تزيد فينا الاشواق..
لنجتمع.. لنبحث عن مسلّتنا التي سرقت
لنكسر القيود الملفوفة على الاعناق..
لنبحث عن مسلتنا التي سرقت
ونضيف عليها بندا جديدا نقول فيه :
لن يفرقّنا إلاّ الموت في سبيلك يا عراق...
أحرقوا شارع المتنبّي..
ولكن.. لن يستطيعوا أن يحرقوا المتنبّي..
لأننا نعشق كتبنا.. أدبنا..
نعشق علمنا.. دواوين اشعارنا..
ولا شئ يستطيع ان يقف بوجه العشاّق..
ولا شئ يستطيع ان يقف بوجه العشاّق...